سيرة حياة المهندس هاني عازر واجهة مشرفة لمصر والمصريين في أوروبا، ارتبط اسمه بالعديد من الأعمال الهندسية العظيمة. يلقبه الألمان بالفرعون الذهبي أو أبو الهول المصري. فكيف كانت مسيرته وكيف تمكن من تحقيق تلك الإنجازات، حتى يحظى بكل هذة الشهرة في ألمانيا؟
من هو المهندس العبقري هاني عازر
ولد المهندس هاني عازر بمدينة طنطا سنة 1948 بمحافظة الغربية - مصر لأسرة متوسطة الحال والتي نمت فيه حُب المعرفة والنجاح والتغلب على المشكلات، ومن مدينة طنطا إلى العاصمة الألمانية برلين؛ رحلة مثيرة ومليئة بالإنجازات، وأيضًا الصعوبات.
هو مهندس مصري ألماني أشرف على
بناء العديد من المشاريع من أهما محطة قطارات برلين Berlin، الذي يعتبرها المهندسون الألمان معجزة هندسية. إلى أن أصبح
مستشار رئيس جمهورية مصر العربية للمشروعات الهندسية.
حياته العلمية
سافر المهندس هاني عازر من
بلدة طنطا وذهب إلى القاهرة حيث مركز العلم والثقافة لإكمال دراسة
الثانوية العامة ونجح فيها بتفوق ثم التحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، تخرج
وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية سنة 1973.
سفره إلى ألمانيا وعشقة للأنفاق
سافر علي نفقته لاكمال دراستة فى تخصص هندسة الطرق والأنفاق والسكك الحديد بمدينة بوخوم – ألمانيا؛ بالرغم من ظروف عائلتة الصعبة مالياً؛ قرر يشتغل ويصرف علي نفسه بجانب دراسته لكي يوفر احتياجاته ومصاريفه.
فقد عمل المهندس المصري الشاب بالعديد من
المهن سعيًا منه إلى توفير نفقات الدراسة: فكان عاملاً بالمناجم، وبائعًا للجرائد،
كما عمل بغسل الصحون فى أحد مطاعم ألمانيا، ولم ييأس أبداً لتحقيق حلمه واظهار مدى
نجاحة وتميزة. حتى أكمل دراسة الماجستير
والدكتوراة بامتياز
وكان من المتفوقين الأوائل.
يصف المهندس هاني عازر بداياته في ألمانيا أنها أوقات حزينة جدًا، حيث هو بعيد عن أهله، متحملا مسؤولية كبيرة وحده، وقد حرم نفسه من دفء العائلة، وفي هذه الأوقات لم يكن الاتصال بالهاتف أمرًا متيسرًا، فكان ينتظر رسائل البريد كل فترة آملًا أن يصله جواب من أسرته.
ويصف عازر مدي فرح قلبة وابتهاجة عندما يصل إليه جواب من أسرتة وتقع عينة على كلمات رقيقة من والدة "يا ابني يا حبيبي يا هاني خلي بالك من صحتك وربنا معاك يا ابني" ويظل يقرأ فيها أكثر من مرة بشكل متواصل وتدمع عينيه بشكل عفوي إنها لحظات الاشتياق والحنين للأهل والوطن.
مسيرتة المهنية
إنشاء نفق
مترو دورتموند ونبوغة المُبكر
فى بداية حياتة العملية بعد تخرج المهندس الشاب هاني عازر من الكلية اتعرض عليه يشتغل في شركة بولنسكي سولنا للمقاولات، وهى من أكبر شركات الانشاءات الألمانية، لتأتيه الفرصة حيث أظهر عبقريته وتفوقه في إنشاء نفق مترو دورتموند سنة 1979.
وكانت هذه مهمة صعبة وخطيرة، حيث
أن النفق يمر عبر منطقة تعدين الفحم، مما يعني أن التربة غير مستقرة ويمكن أن
تنهار في أي وقت. لذلك جاء المهندس الشاب بفكرة صُنع نفق
حديدي مرن، وبما أن النفق نفسه مرن فإن القطار لن يتأثر باهتزازات الأرض عند
المرور من خلاله، وهذه التقنية تم استخدامه لأول مرة في ألمانيا، لذلك انجذبت
الأنظار اليه.
ومنذ ذلك الحين أصبح المهندس
الشاب عضوًا رئيسيًا في فرق المشاريع
الكبيرة، ومنها مشاركته في مشروع إعادة بناء وتطوير مطار برلين الجوي.
وبفضل
مهارته وقدرته الواضحة في مجاله جعلته يترأس فريق كبير من المهندسين الألمان لبناء نفق تيرجارتن -
برلين Berlin سنة 1994. الذي يعد من أبرز المشاريع التي فتحت أمامه آفاق جديدة، بسبب صعوبة
التضاريس وعدم استقرار التربة.
محطة قطارات برلين المعجزة الهندسية
كما تم تكليفة بالعمل المستحيل، عندما كانت ألمانيا تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم، وكان مطلوب إنهاء أكبر محطة قطارات بالعالم فى مُدة قياسية، وحينها رفض المهندسون الألمان المهمة وأعتبروها مستحيلة، ولم يقدر عليها سوى الفرعون المصري هاني عاز، فقد أشرف علي تنفيذ مشروع بناء (4) محطات قطارات برلين Berlin متصله ببعضها سنة 2006، والتي عجز المهندسون الألمان في معالجتها وتنفيذها على مدار 7 سنوات؛ لوجود نهر وصعوبة طبيعة الأرض والمرتفعات. حيث نجح الفرعون المصري فى تحويل مجري نهر سبراي الذي يمر فى قلب برلين قرابه (70) متراً.
بعدها أصبح كبير مهندسي
الإنشاءات في أوروبا وأصبح
يترأس إنشاء أكبر محطة قطارات في أوروبا
محطة ليرتر بانهوف – برلين. يعتز عازر بمصريتة؛ لذلك لقبه الألمان بالفرعون الذهبي لما يمتاز به من عبقرية وصفات
عمل منضبطة.
الجوائز والتكريمات
كرمته المستشارة الألمانية أنغيلا
ميركل يوم 26 مايو 2006 في افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده
وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية.
اُختير ضمن أشهر 50 شخصية في ألمانيا،
بعدما شيد محطة سكك حديد برلين سنة 2006، واستعان به الرئيس الالماني في
وقتها وحصل هذا المشروع علي جايزة "محطة العالم" وأصبح له صيت
واسع فى كل أنحاء ألمانيا.
كرمه الرئيس الأسبق حسني مبارك
في مصر في 1 أكتوبر سنة 2006.
حصل على منصب الرئيس الشرفي لمؤسسة مصر تستطيع
وفي سنة 2014 تم اختياره مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون الهندسية، وكُلِّف بمتابعة كل ما يجري على أرض مصر من مشروعات في مجال تطوير السكك الحديدية، وشبكة الطرق والأنفاق في مصر. واُختير من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عضواً بمجلس علماء مصر للاشراف على عدد من المشروعات وأهمها المشروع القومي للطرق و نفق قناة السويس الجديدة.
حصل المهندس هاني عازر
مستشار رئيس الجمهورية وخبير الأنفاق العالمي في 14 يونيو 2019 على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى لجمهورية ألمانيا
الاتحادية؛ تقديرًا
لإنجازاته التي شهدتها ألمانيا. وكان
له جميل الأثر عندما اهدي وسام الاستحقاق الذي كرمته به ألمانيا إلى الشعب المصري
وأعتبره وسام استحقاق لبلاده وللشعب المصري.
أكد
عمدة ولاية دورتموند الألمانية أن هاني عازر خير سفير لمصر
في ألمانيا، وأنه حلقة الوصل بين الدولتين، مشيراً إلى أن رئيس ألمانيا
طالبه بضرورة الاحتفاء بالمهندس هاني عازر كنموذج إيجابي ومؤثر في المجتمع
الألماني. وطالب المهندس العالمي الكبير المصريين في
الخارج بضرورة بذل الجهد من أجل تحقيق ذاتهم أولا وتحقيق النجاح لبلادهم.
الدكتور
المهندس هاني عازر قدوة للشباب ومهندسين المستقبل الذي بدأ من الصفر واعتمد علي
نفسه في تكوين نجاحه وحفر اسمه في التاريخ المصري، فلنتخذه قدوة لنا جميعا ونفخر
أنه مصري يشرفنا.
هذا
ولا يخفى عليكم أن بلادنا في حاجة إلى الكثير من أمثال المهندس هاني عازر،
لا سيما ونحن نحلم بأن نواصل التقدم والازدهار في كل المجالات.
"عندما تواجهني مشكلة في العمل ولا أجد لها حلا أتركها وأخرج للشرفة وأشرب كوب شاي وأدندن لعبدالحليم ، وللعجب يقتحم الحل خلوتي فأعود مسرعا إلي العمل." الدكتور المهندس/ هاني عازر
شاركنا وقولنا
مين مثلك الأعلى وليه ....؟
المصادر
يسعدنا تعليقك وإبداء رأيك وسنجيب علي جميع الاستفسارات في أسرع وقت